الثلاثاء, 20 سبتمبر 2011 18:20

كل صباح

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

يظن بعض الآباء أن القسوة في تربية الأولاد والشدة في تأديبهم تقودهم حتما إلى ما يريدونه لهم من تهذيب وما يتمنونه عليهم من أخلاق.

يخرج الأب من البيت فيخرج الأولاد ويلعبون فإذا ما قدم أو قيل أنه قادم اعتري البيت وجوم وساده صمت، حتى يصبح الأب (بعبعا) يخوف به الأولاد.

كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوماً في منزله يداعب أولاده وكان مستلقياً على ظهره وأولاده يلعبون على بطنه ودخل عليه عامل من عماله فأبدى دهشته واستنكاره لما يفعل فقال له عمر: وأنت كيف تكون في أهلك فقال: إذا دخلت منزلي سكت كل ناطق وساد الصمت والرهبة خوفاً فأمر عمر بعزله قائلا أنت لا ترفق بأهلك وولدك فكيف ترفق بأمة محمد.

ومن الناس من يظن أن أوامره الشديدة وصراخه العالي وقسوته في معاملته ضرورية تأتي بنتائج طيبة لإنجاز العمل وإصلاح الحال أما الحقيقة فإنها خلاف هذا وذلك إن أقرب الأوامر للتنفيذ وأوقعها أثراً في النفوس هي القدوة الطيبة.

صل ثم أمر أهلك بالصلاة تجدهم كلهم يصلون طائعين.

كن دمث الأخلاق كريم الأفعال ينشأ أهل بيتك على نفس المنوال.

أفعل الخير وابتعد عن الشر واعرض عن الخنا يخرج من بيتك صور طبق الأصل.

أد واجبك كاملاً في عملك وكن أمينا فيه وأخلص في إجادته يقتد بك مرؤوسيك.

أحسن معاملتهم ولا تبخل بإرشاد أو توجيه أو إصلاح خطأ وشاركهم في أعمالهم وآمالهم وآلامهم تضمن حبهم وطاعتهم.

فإذا استطعت أن تصل إلي ذلك ربحت إنجاز العمل ونجحت في إدارتك.

إن القوة تنتج التمرد والعصيان أما القدوة فهي التي تأتي بأطيب النتائج وأحسن العواقب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2159
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي